عناصر اللياقة البدنية

عناصر اللياقة البدنية
اللياقة البدنية هي نشاطُ الجسم بأكمله، وحركته، قوته، ومهاراته في أداء العديد من الأمور اليومية المهمة، والتي لا غنى عنها أبدًا، ولكننا قبل أن نتطرَّق إلى الموضوع دعونا نثبت حقيقةً في وقتنا الحالي؛ وهي: هل يوجد شخصٌ لا يُحبُّ الحركة والنشاط؟ وهل يوجد شخص لا يُفضِّل الجسم الصحي، واللياقة الصحية، والروح المُفعمة بالحيوية والنشاط؟
بالطبع إجابتنا لا، لأننا بطبيعة الحال نُحب الحركة والنشاط، ولأننا على درايةٍ كاملةٍ بأن اللياقة هي سرُّ النشاط، ولأننا نعلم هذا الموضوع جيدًا فنكون مهتمين بصحتنا ولياقتها الداخلية، فهي البداية لجسمٍ صحيٍّ مُتناسقٍ خالٍ تمامًا من الأمراض الخطيرة والفتَّاكة، والتي تنتج بسبب قلة الحركة، مثل أمراض السكري، وأمراض السمنة المُفرطة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغيرها، والتي تُصيبنا بسبب قلة حركتنا ولياقتنا.

ولكننا نُريد معرفة ماهية اللياقة البدنية وأنواعها، والتي تُعتبر حجر الأساس للياقةٍ بدنيةٍ مرتفعةٍ:

اللياقة البدنية هي المستوى البدني الذي يصل إليه الشخص اعتمادًا منه على الأنشطة التي يقوم بها في يومه العادي، والتي بحكم الحال تجعله لائقًا بدنيًّا وعضليًّا، ودعونا نفصل بين نوعين من اللياقة البدنية، وهما اللياقة البدنية للشخص العادي، والذي يُمارس الرياضة لمجرد الحفاظ على جسمه ورشاقته، وليستطيع القيام بالأمور اليومية العادية، وهناك نوعٌ آخر من اللياقة البدنية، وهو اللياقة البدنية للرياضيين، والذين يقومون بأداء تمارين من نوعٍ خاصٍّ حتى يستطيعوا أن يقوموا برياضتهم بصورةٍ سليمةٍ خاليةٍ من أي إصاباتٍ، أو تشنُّجاتٍ عضليةٍ، ومنها رياضة السباحة، والجري، وألعاب القوى، ونط الحبل، ومن أكثر الرياضات اهتمامًا بعناصر اللياقة البدنية ألعاب القوى المختلفة، والتي تحتاج لمجهودٍ بدنيٍّ وعضليٍّ على مستوى عالٍ من النشاط والكفاءة.
وتُعتبر عناصر اللياقة البدنية من صميم اللياقة ذاتها، وهي عبارة عن عناصر تتمثَّل أهميتها بدنيًّا ونفسيًّا وعقليًّا، مثل:

السرعة:

وتعتبر السرعة في أداء التمارين الرياضية عاملًا مهمًّا وحيويًّا للياقة البدنية ذاتها، فهي تُساعد على أداء التمارين عمومًا في وقتٍ قصيرٍ، ومن أهم الرياضات التي تحتاج لها السباحة، والجري، والسباقات المختلفة.

القوة:

وهنا لا نقصد بها القوة العضلية فقط، بل القوة النفسية في نفس الوقت، لأننا من دون هاتين القوتين معًا في نفس الوقت، سوف نُهزم أو نفشل في تحقيق الهدف المراد الوصول إليه، والقوة تكون مكتسبةً من أداء التمارين القوية، والتي تتطلب تركيزًا عاليًا في القيام بها؛ حتى لا ينقلب الموضوع إلى العكس، ويؤدِّي لهدم الجسم وليس بناءه.

المرونة:

وهي إكساب الجسم ليونةً في أداء حركاته بكل سهولةٍ وعدم حدوث أي إصاباتٍ تنجم عن القيام بأداء مثل هذه التمارين غير المعتاد عليها، على عكس الجسم المرن واللائق.

الرشاقة:

وتعني أن الجسم يمتاز بالخفة والأداء السريع لكافة التمارين الرياضية، التي يقوم بها، وعدم الإحساس بالتعب عند الحركة، ويظهر جسمنا بصورةٍ ممشوقةٍ وشكلٍ متناسقٍ خالٍ من أي ترهلاتٍ وسمنةٍ إطلاقًا.

التحمُّل:

وهو قدرة الجسم على تحمُّل التمارين الرياضية الشاقة، ومقاومته للتعب، وهي تختلف من شخصٍ لآخر على حسب الروح الرياضية والانضباط في أداء التمارين بانتظامٍ وبطريقةٍ صحيحةٍ.

التوازن:

وهو أن يقوم الشخص بالتوازن بين الصحة الجسمانية واللياقة البدنية والعضلية، وأن لديه الثبات الكافي، ويعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الجهاز العصبي، ومدى سلامته للقيام ببعض الحركات الخطيرة، والتي تتطلب توازنًا عاليًا مثل المشي على الحبال.

ولأننا نهتم ونعترف بأهمية عناصر اللياقة البدنية لكل شخصٍ، والتي تشكِّل عاملًا مهمًّا لصحته الجسمانية والنفسية والعقلية، ولعل من أشهر المقولات منذ قديم الزمان وأشهرها على الإطلاق هي أن (العقل السليم في الجسم السليم)، وتدل على أن ما دام جسمك سليمًا من حيث لياقته، ورشاقته، وقوته، ومرونته، وقوة تحمُّله؛ فإن عقلك سليم بكل تأكيدٍ، فهذه قاعدة لكل شخصٍ يهتم بصحة عقله ولياقته البدنية.